Lamasat Online
Issue March 2015 (Arabic)
Issue Mars 2015 (Arabe)

فنون – جوزيف مطر…لحظات استثنائيّة في “لحظات الهروب”

إنّه الفنّان المتأثّر بالجمال والضوء والشعر، والشغوف بالألوان والأشكال، ففي مسيرته أعمال تتخطّى حدود المتوقّع وإنجازات فنيّة تحمل أعمق الرسائل والمضامين. فمنذ بداية مغامرته الفنيّة في الخمسينيّات وحتّى اليوم، 70 عاماً من الأبحاث الجديّة في المجال الفنيّ والإبحار والتوغّل في الشعر، ومفاجآت مذهلة في مجال الإبتكار. إنّه الرسّام التشكيليّ جوزيف مطر، الّذي تدرّب على أيدي كبار الرّسامين وعمالقة الفنّ في لبنان أمثال Corm و Wehbé وOnsi وتأثّر بالرسّامين العالميّين الّذين تعرض أعمالهم داخل المتاحف في الدول الأوروبيّة.

إنّه فنّان استثنائيّ يعشق الكمال والحرفيّة العالية، وهذا ما جعله يتقن الرّسم إلى أبعد حدوده، فالتحق بين عامي 19611964 – ، بكليّة الفنون الجميلة في مدريد، حيث أنجز أطروحته الأولى، وفي ما بعد قدّم في جامعة الـSorbonne الفرنسيّة أطروحته عن التقنيّات. لقد لمع اسم جوزيف مطر، بعد أن شارك في معارض فرديّة وجماعيّة في لبنان ومختلف أقطار العالم، وكان دائماً يمتلك لعبة الخلق التي تميّز كلّ عمل فنيّ.

جوزيف مطر مبدع لا يتكرّر، فلوحاته تحاكي الإنسان والطّبيعة، وأحياناً يقلب الدّور فيحاكي عبر الطّبيعة الإنسان… جوزيف مطر في لوحاته الكثير من النّور والخشوع والأمل والتحدّي والاستنفار والاستقامة، فهو يتفاعل مع شخصيّاته ووجوهها ويغوص في كلّ حال على حدة، ويرتحل ضمن المضمون الواحد ويجعل من ريشته ترافقه في رحلته إلى عالم كان يخصّه وحده، حتّى انتقل إلى العلن فبات يشكّل جزءاً من الآخر، الّذي يراه ويراقبه. يركّز جوزيف مطر على التّوازن في مضمون اللّوحة، انطلاقاً من الألوان الّتي تتّخذ حيّزاً رئيسيّاً من خلال لعبة التّناقضات بين النّور والظلّ. أمّا في “لحظات الهروب”، التّي يقدّمها في Galerie Surface Libre، رغم الضجيج الّذي يسكن المجموعات حيناً، والصّمت الّذي يلازمها، فتتعالى أصوات العابرين والهاربين والخائفين المنتظرين.