Al Jamahiria Newspaper
January 2009 (Arabic)
Janvier 2009 (Arabe)

حوار يجريه الشاعر الليبي صابر الفيتوري لصحيفة الجماهيرية اكبر الصحف الليبية ولملحقها الثقافي الأسبوعي وينشر برؤية اخرى … بمجلة الفضاء الثقافي كما انه سينشر في كتاب يتضمن عدد من الحوارات المشابهة مع لفيف من المبدعين والمثقفين العرب البارزين.

• كيف تقيم لنا مسيرتك الإبداعية ؟
– المسيرة الابداعية درب طويل وصعب يسلكه القليلون.

• تحتفظ الذاكرة بعدد من رفقاء الدرب الإبداعي حدثنا عن هذه العلاقة ومن منهم ما تزال الاواصل قائمة معه ولا غني عنها ؟
– رفقاء الدرب كانوا كثيرون لكنهم أصبحوا في العالم الآخر: عمر الأنسي ، جورج القرم، رشيد وهبي الخ… ومنهم من التلامذة فعديدون .

• ما هو جديد ؟ (بالتفصيل)
– أنا قبل ان يتكلموا عن العولمة كنت في العولمة أصوّر وأكتب الشعر والأدب… باللغة الفرنسية رغم اني أجيد العربية والاسبانية وغيرها وقد عشت مدة طويلة في اوروبا.

• يعاني المثقف العربي من عدة إشكاليات ما هي ابرز هذه الإشكاليات ؟
– في العالم العربي وفي لبنان خاصة يوجد فنانون كبار عالميين. بالنسبة لي لا يوجد «مثقف عربي» أو من أي جنسية. الثقافة والفن لا جنسية ولا نسب لهم. الفنان والشاعر والأديب .. لا هوية له إلا الهوية الانسانية فهو كالخالق كوني الوجود لا حدود له بأرض معينة .

• هل ممكن ان تكون عوامل الإحباط أمر ايجابي يدفع إلى الأمام ؟
– انا لم أشعر يوماً بأي احباط، نشاطاتي الفكرية والتشكيلية الخ… كثيرة وواسعة الآفاق وليس لديّ ثانية واحدة من الفراغ للاحباط ، الكتابة والعمل الابداعي… عليها ان تأتي من داخل الفنان الخلاّق فيجسدها لوحة، تمثالاً أو قصيدة أو عمل مسرحي…

• متي تصبح الحاجة إلى الكتابة او أي فعل أبدعي آخر ضرورة ؟
– وكل عمل لا خلق فيه هو مزيّف.

• هل يستطيع الأدب والفن ان يصنع تغييرا ويؤثر في الحياة ؟
– الأدب، الفن، الثقافة بمجملها.. هم التطوّر والحضارة والحياة – أجاوب على اسئلتك وأنا على يقين أني وريث حضارة يزيد عمرها على ثماني آلاف سنة أنا ابن هذا الشاطىء الشرقي الكنعاني الفينيقي للمتوسط. أميركا لا يزيد عمرها عن 500 سنة… هنا ولد الحرف والفكر والعلم والابداع ….

• المبدع العربي في البداية نجده متمسكا بعدة ضوابط فنية لكن سرعان ما يتغير ويصبح كالماكينة حريصا على الكم هل توافق هذا القول ؟
– لم يكن ابداً عبر التاريخ مشهد ثقافي عربي واحد أبداً ، فمن الأندلس الى بغداد مروراً بالمغرب والقاهرة… ودمشق انت تعرف أكثر مني كم كانت التعددية مميزة .

• النقد عندنا هل هو متخلف عن الإبداع ؟
– النقد الفني أمر مهم، والابداع شيء آخر.

• في عالمنا العربي ينظر دائما بنظرة تقزيم لأي منجز في حين يتم الاحتفاء بما يأتي من الخارج ؟
– الفنان الحقيقي عملاق لا يستطيع احد أن يقزّمه . فأنا لا يوجد عندي اي عقدة تأتي من الخارج فالانسان انسان كان عربياً أو فرنسياً أو افريقياً…

• ترتفع الأصوات المنادية بالإصلاح والتغيير هل فنون الكتابة والصورة في حاجة أيضا لمثل هذه المطالبات ؟
– لا أفهم عن أي اصلاح وتغيير تتكلم.

• يشهد الوطن العربي سلسلة من التوترات في فلسطين في العراق في لبنان في السودان ما موقفك إزاء ذلك ؟
– الوضع الاجتماعي والتوترات في العالم العربي والعالم كله معقدة وتتطلب الحلول المناسبة – أنا أنصح الجميع للحوار والتفاهم وان يبتعدوا عن الارهاب والأصولية.. لأن الأبرياء يدفعون الثمن .
– أخطر من التوترات في العالم الأمراض الجرثومية وغيرها من السيدا الى السرطان الخ… فهي ايضاً تهدد العالم بأسره كل لحظة والمجاعة .. وأزمة المياه . والطاقة والفقر …،…

• تختلف حيثيات الإبداع من بلد إلى أخر ما هي الخصائص التي تراها موجودة في بلدك وهل هناك مشهد ثقافي عربي واحد كما كان ؟
– الابداع، ابداع من أين أتى.. أما التقنيات Artisanat فهي انتاجات فولكلورية تختلف من بلد لآخر من مدينة لأخرى .

• تكاد تنحصر حصيلة الجوائز العالمية العربية في جنس الرواية هل تراجعت كافة الأجناس أمام مد الرواية ؟
– اما الجوائز فلا تهمني ليحصل عليها من أراد فهي خاضعة للتجاذبات والمصالح والسياسة .

• كلمة أخيرة ؟
الكلمة الأخيرة: أطيب تمنياتي لأبناء الحرية والعدالة.. فالحرية والابداع توأمان – مع الأسف، باستثناء لبنان وجزء قليل من الدول العربية. تحكمها أنظمة متخلفة وراثية دكتاتورية لا تؤمن بكل ما تطرحه في حقل الابداع والتغيير.