Saout Al Mahaba
Issue 1 – January 2004 (Arabic)
Issue 1 – Janvier 2004 (Arabe)
جوزف مطر- وجه الله في لوحات الجمال
مفتون باثنين ، الانسان والطبيعة، وفي الاثنين يرى وجه الله الكلي الجمال والحب والقداسة. يتجلى بالنور وبالحقيقة التي تأتي من العقل الى القلب، فتمتزج الحكمة بالعاطفة النبيلة. انه الرسام والشاعر جوزف مطر الذي يعرض مائيات، طيلة شهر كامل في بيروت.
في أيامنا هذه ، تتتابع النشاطات بشكل سريع، ويتغلغل الكمبيوتر والانترنيت داخل منازلنا.. إنها صورة من العولمة التي تحول العالم الى قرية صغيرة، حيث التواصل أصبح بسرعة الضوء…
«يأخذ الفنان من الخالق ويعطي. تتجسد أفكاره من خلال الأشكال والأعمال الفنية الخلاقة والشعرية، كذلك المؤلف الموسيقي ينتقل من السمفونية الى السوناتة، الى اللحن، وينتقل الشاعر من الملحمة الى الموشح، الى القصيدة الغنائية، ويروح الرسام من اللوحة الجدرانية الى الرسمة، أو الى موضوع مواد أخرى».
« أما أنا، يضيف مطر، فأعمل على موضوع تبلغ مساحته 300 متر مربع، وأجد دائماً الأوقات السعيدة في رسم أعمال كالتي تعرض في أوتيل انتركونتيننتال – فينيسيا ( بيروت) إنها ربيع دائم مع لمسات من الفرح والسعادة والأمل… في مجموعة تعبّر عني» .
الإله المخلص هو محور الموضوع الكبير الذي تحدث عنه مطر، انه النور الذي لم يغب مرة عن أعماله. فالإيمان ينبع من تتابع ضربات الريشة المغمّسة بفرح الألوان في رحلة الى الداخل الذي يظهر في الوجوه والخطوط والتعابير الدالة على انشداد نحو الأعماق، لإكتشاف المزيد من المعرفة الروحية، التي تجعلنا نتحرر من موبقات العصر ، ونرتفع بعملنا وإنسانيتنا الى العالي.
الإنسان الذي صنعه الله على صورته ومثاله يختصره الرسام مطر في عبارة لأحد الفلاسفة الألمان حين يقول: «الشعوب ذات الحضارة المميزة هي الشعوب التي تكرم الإنسان أولاً، ثم الكتاب والشجرة. أما سرّ الانسان فيكمن في نتاجه ».
رسم جوزف مطر السيد المسيح، ودرب الجلجلة وهي درب لبنان الحاضر المتطلع الى القيامة والخلاص. وأعطى للسيدة العذراء مكانة مميّزة وبارزة في لوحات دينية، إنسانية، أقل ما يقال فيها انها تبهر العين، وتحرّك القلب، وتناجي العقل في اللحظة البكر التي تنطلق منها الرحلة الى اكتشاف الجمال المسيطر على كل لوحة، مائية كانت، أم زيتية، أم بالقلم الحبر والفحم. المادة لغة تعبير، وأما الريشة ، أو الخط فمجموعة من الأحاسيس والمشاعر.
جوزف مطر الذي ولد في غادير (جونيه) في العام 1935 عمل بداية في محترفات الكبار: عمر الأنسي، جورج قرم، رشيد وهبه، ونال منحاً للتخصص في فرنسا واسبانيا ونال شهادة دكتوراه، وقدم أعماله في أكثر من 50 معرضاً خاصاً في لبنان، إضافة الى انطلاقة واسعة شملت معظم بلدان العالم حيث نالت لوحاته كل تقدير وإعجاب ودخلت كبرى المتاحف والغاليريهات والقصور.
أما شعره، باللغة الفرنسية، فتتمة للفن التشكيلي وهو اليوم من اساتذته .
تأليفه للوحة أو للقصيدة مغلف دائماً بروحية الإنسان المؤمن الذي لم تبهره مرة القشور، ولم تبعده عن التطلع الدائم الى فوق، حيث وجه الله الكلّي الجمال والحب والقداسة.
جوزيف أبي ضاهر