Albalad newspaper
An article from December 17 – 2004 (Arabic)
Un artilce du 17 Décembre – 2004 (En Arabe)
جديده التشكيلي في غاليري Surface Libre – جوزف مطر : التفاصيل تصنع المشهد
يعرض جوزف مطر حالياً في «Surface Libre» في جل الديب ، مجموعة من لوحاته تحت عنوان «أنا من نور « Un moi du Lumiére» ويستمر المعرض حتى 6 كانون الثاني، معه هذا الحوار
ما أبرز مواضيع معرضك الحالي:
– انها مختلفة وجامعها المشترك لعبة الأنوار «بانوراما» المنظر هو حالة نفسية شعورية وقد أكرر المشهد ولكن المعالجة تختلف في كل مرة وفق الحالة النفسية.
ماذا توحي لك مشاهد السهول والقمح؟
– الشمس، السهل، القمح، الحبة هي غذاء الانسان، هذا الغذاء الضوئي يقول لي الكثير. العلاقة بين الأرض والشمس والانسان تلهمني الكثير.
الأزهار والأشجار عناصر اساسية ايضاً في لوحاتك؟
– ارسم الزهر كمن يعزف على قيثارة ولوحاتي المزهرة هي قطع موسيقية، ايحاءاتها تتردد في مخيلتي كالأصداء المتشحة بالألوان. الشجرة كائن مقدس، هي المقاومة ، هي الأم الحنون، هي صديقة الإنسان من المهد الى اللحد.
تتجه الى رسم المشاهد الاحتفالية والجماعية؟
– أحب الناس ولا أرى الكون الا من خلالهم.
هل انت فنان صوفي ؟
لا، أنا روحاني، وكل تآليفي تصب في المقدس عندي أعمال تجسد ملائكة “طالعين” من العهد القديم. الناس من حولي ليسوا صورة “تبوغرافيك” أنهم حالة روحية. الفن عندي مقدس. أصوّر وأرسم كما يصلي القديسون والنساك. أشعر وأنا ارسم انني أصلي . كان رسامو الايقونات لا يرسمون الا وهم في حالة نعمة، في حالة نقاء، ليس الفن عندي الا صلاة ، ليس تجارة ولا مهنة. انه رسالة، تمتمة روحية ملونة. أعيش في قلب الله وفي قلب الناس، أحبهم ويحبونني وهذا جل ما أصبو اليه.
ما دور الألوان الدافئة في لوحتك؟
– ألواني الحارة أو الدافئة تنبع من الايمان ، اذا لم تكن الحراراة داخل القلب لا يمكن ان تأتي من الألوان، اذا خلا القلب من النور لا يمكن ان يأتي مطلقاً من العين.
العري في لوحتك كيف تحدده؟
العريLe nu في لوحتي ليس مادياً، والجسم ليس بيزنطياً والمرأة في لوحتي ليست ايروسية وإن بدت عارية، المرأة في لوحتي “ما بتستحليا بس بتحبا”.
لا تشتهي بل تحب؟
أنا فنان انساني، مع الوجود، لا أتغير اينما كنت. وفي عصرنا لا يحدد الفنان بهوية بلده، العالم بات منفتحاً والفكر صار شائعاً والفن عالمياً، في الماضي كان هناك مدارس محددة وكنا نقول مدرسة باريس، أو مدرسة روما فن بيزنطي، اليوم تغير الأمر.
رغم ذهابك بعيداً في الاختزال والتجريد ظلت هنالك تفاصيل واقعية للمشهد ؟
– شباك ، خيمة، عريشة… أحياناً التفاصيل تصنع المشهد، تصنع الدهشة و”بتخربط الراس” . الكبار كلهم “اندهشوا” والانطباعية دائماً موجودة رغم تعدد المدارس والتيارات الفنية. من ينظر الى الضيعة والجلالي يشعر كم كان اللبناني يحب الأرض كم كان متشبثاً بوجوده…
ماذا تقول لك الصورة؟
الصورة في عصرنا مهمة، بتنا نعيش عصر الصورة او ما يسمى بحضارة الصورة، أما كيف تتحول الصورة الى عمل فني فحين تأتي الاضافات، حين يتدخل الفنان ويضع من ذوقه من وعيه ولا وعيه من عبقريته.
الانسان في لوحتك يزداد حضوراً أكثر من قبل؟
منذ بدأت أرسم وأنا ارسم الانسان، رسمت الطبيعة ولم أكتف بها، من دون الانسان هنالك نقص كبير. كل ما احتك به هو موضوعي، الكون بأسره يعنيني التاريخ ايضاً يعنيني، أعيش في الماضي والحاضر معاً، حتى الأشياء القديمة اتأثر بها .
هل من تحولات مهمة في مسيرتك الفنية؟
تحولاتي من الدخل، تترجمها اللوحة، الزمن يمشي ويجب الا أتوقف في كل مرة أشعر انني على مفترق. هناك اتجاهات وفي كل اتجاه ينتظرنا مصير معين …
بعد نصف قرن في مجال الفن والرسم والتدريس والكتابة ما تشعر انك اضفت ؟
أنا دائماً احيا في الزمن والمدى، لا احب الآلهة التي تُعبد في الليل. أحب آلهة النور، الحقيقة هي نور، العلم هو نور، الايمان هو نور، أسعى دوماً الى احتضان هذا النور.